الي العالم




إلى كل من سيأتي بعدي،
إلى كل من سيحمل حياته بين يديه كما أحمل أنا وجعي،

اعلموا شيئًا واحدًا: العالم الذي ستجدونه ليس سوى مسرح من الأقنعة، حيث يُطلب منكم أن تكونوا ما يريد الآخرون، أن تركضوا في عجلة مستديرة لا نهاية لها، وأن تنسوا أنفسكم. لا تفعلوا ذلك.

الألم الذي سيأتيكم ليس لعنة، بل معلم صامت. كل قرار خاطئ، وكل تجاهل لقلبكم، سيترك أثرًا داخليًا، لكنه أيضًا فرصة لتعرفوا جوهركم الحقيقي. لا تلوموا الطبيعة، ولا تلوموا الزمن، بل انظروا داخل أنفسكم. هناك يكمن الحق، هناك تكمن قوتكم، وهناك تولد الحرية.

السعادة ليست هدفًا يُفرض عليكم، بل حالة وعي. الأحلام التي تنسونها أو يخفيها عقلكم ليست هروبًا، بل مرايا للنفس التي تحتاج أن تتحرر. لا تسمحوا للعقل أن يقيد أفعالكم، ولا للآخرين أن يسرقوا وجودكم.

الحياة مهزلة، نعم… لكنها أيضًا مختبر للوعي. لا تركضوا وراء كل ما يفرضه عليكم العالم. توقفوا، تساءلوا، عيشوا لحظاتكم بصدق. كونوا أنتم، لا تمثلوا إلا أنفسكم.

تذكروا: العقل قد يربككم، والفكر قد يرهقكم، لكن الوعي هو ما يجعل الإنسان حيًّا. الشجاعة ليست أن تهربوا من الألم، بل أن تواجهوه، أن تواجهوا أنفسكم، أن تواجهوا الحقائق المؤلمة دون أن تفقدوا جوهركم.

إذا قرأتم هذه الكلمات، تذكّروا: الحياة ليست ملكًا لأحد، لكن وجودكم ملككم. احموه، عاشوه، وعيشوه بصدق. كونوا أنتم، وحدكم، وسط كل الظلال والتمثيل والركض المستمر.

حاتم، فيلسوف الألم والوعي


Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

ميتافيزيقيا الأشخاص

جدلية العقل و القلب و اللاوعي